الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فأفضل الصلاة ما كان في أول الوقت لكن إذا طرأ أمر قد يشوش على الفكر أو يذهب الخشوع فلا بأس يؤخر الصلاة عن أول وقتها حتى يذهب العارض فالتعب الشديد قد يذهب الخشوع لذا لا بأس من تأخير الصلاة بسبب التعب الشديد.
وكذا يجوز في حال النعاس الشديد أن يؤخر الصلاة قليلا حتى يذهب عنه النعاس ما لم يمض الوقت ويدخل وقت الصلاة التالية فعن عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لاَ يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُب نَفْسَهُ. رواه البخاري
الحالات التي يمكن للإنسان فيها أن يؤجل صلاته؟
الصلاة عبادة أوجبها الله سبحانه وتعالى، وهي ركن من أركان الإسلام، وهي عماد الدين ولا بد من المحافظة عليها في وقتها قال الله تعالى:﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾.. [النساء : 103]. أي مؤقتا بوقت محدد.
ومن يسر الدين وسماحته أن جعل لكل صلاة وقتا بدءا ونهاية ويجوز للمسلم أن يؤدي الصلاة في أي وقت شاء غير أن أفضل الأعمال عند الله الصلاة على وقتها فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلى اللهِ قَالَ: الصَّلاةُ عَلى وَقْتِها قَالَ: ثُمَّ أَيّ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوالِدَيْنِ قَالَ: ثُمَّ أَيّ قَالَ: الْجِهادُ في سَبيلِ اللهِ قَالَ حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. رواه البخاري
وقد توجد أعذار شرعية تبيح تأخير الصلاة عن أول وقتها منها:
1- المرض: فال الله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم ﴾ [التغابن: 16]
2- مُدافعة الأخبَثَيْن (البَول والغائط): فعن عَائِشَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يُصَلَّى بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلَا وَهُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ رواه أحمد بسند صحيح.
3- حضور الطَّعام وهو مُحتاجٌ إليه حتى لا ينشغل بالتفكير فيه: للحديث السابق.
4- النوم أو النسيان: فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنْ الصَّلَاةِ أَوْ غَفَلَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ أَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرَى. رواه مسلم.
وكل أمر يحتاجه الإنسان مضطرا إليه فيجوز أن يؤخر الصلاة قليلا بسبب ذلك ما لم يدخل وقت الصلاة التالية. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة