الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فيقول الله تعالى: 'وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ' [البقرة: 275]. ويعد المال داخل المحفظة أو الحساب البنكي نقدا؛ فتسري عليه جميع الأحكام من حيث الصرافة والبيع والتقابض، وغيرها. والبيع عن طريق التطبيق البنكي، أو المحفظة الإلكترونية بيع حقيقي، إذا استوفى عناصر عقد البيع، أذكرها على سبيل الإجمال والاختصار، وهي: 1- الصيغة(الإيجاب والقبول)، ولهما شروط، كموافقة الإيجاب للقبول، ويتحقق في هذا النوع من البيع بالضغط على زر التحويل، والموافقة على الدفع إلكترونيًا. 2- العاقدان: بائع ومشتر بشروطهما. 3- مثمن(السلعة) ولها شروط، منها: أن تكون مملوكة ومباحة ومعلومة. 4- ثمن، وله شروط، منها: كونه معلوما. فإذا اشتريت سلعة عبر التطبيق البنكي أو المحفظة الإلكترونية بضوابط البيع وشروطه، بعيدا عن الربا، والاستغلال والغرر والغبن والخديعة، كان البيع صحيحا، وإذا فقد عنصرا من عناصره أو اشتمل على غش أو ربا أو استغلال أو غلاء فاحش كان البيع محرما. وأخيرا، هناك من يخير بين بيع النقد(الكاش) والبيع عبر التطبيق البنكي، فيقول: البيع نقدا بمائة(100)، وعبر التطبيق بمائة وعشرين(120)، وهذا ظلم منهي عنه؛ لأن البيع عبر التطبيق يعد بيع نقد، وليس بيع دين، أو تقسيط؛ لذا أنصح التجار أن يتقوا الله في بيعهم وشرائهم، ولا يرفعوا الأسعار، لكن أن رفعوا سعر بيع التطبيق قليلا(2%) فقط فلا حرج، والأولى عدم تلك الزيادة، واربح قليلا تبع كثيرا مباركا فيه، وإياك إياك والغش والتدليس والغرر والاستغلال، ورحم الله من كان سمحا في بيع وشرائه، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «رَحِمَ اللهُ رَجُلًا، سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى.» رواه البخاري، رقم 2076 (3/ 57). والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة