الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فعن ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلاَّ وَمَعَهَا مَحْرَمٌ فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَخَرَجَتِ امْرَأَتِي حَاجَّةً قَالَ: اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ. رواه البخاري.
وعن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ، مِنَ النِّسَاءِ. رواه البخاري.
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ رواه مسلم .
وعن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاء فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يَا رَسولَ اللهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ: الحَمْوُ المَوْتُ. رواه البخاري.
والحمو أخ الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج ابن العم ونحوه.
وضع الله عزَّ وجلَّ حواجز للحيلولة دون وصول الرجل إلى المرأة والعكس فمن المفسدة أن نكسر هذه الحواجز وقد قالوا قديما نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء.
وهذه الأمور من عادات الجاهلية، والواجب على المرأة عدم الاختلاط بالأجانب.
وبعد فإن الاختلاط في الإسلام ممقوت وقد حذر منه الإسلام لما فيه من مخاطر وليس هذا سوء ظن بالمرأة بقدر ما هو حفاظ عليها واحترام لها وعليه فلا يجوز اختلاط الشباب والفتيات في مكان واحد حتى وإن كان هناك محارم.
وليعلم الشباب والفتيات أن أبناء العمومة والخؤولة من الأجانب فلا يجوز اختلاط بعضهم ببعض ولا يجوز النظر إليهن بشهوة وكم من مشكلة نشأت من وراء الاختلاط فحتى لا يقع ما لا يحمد عقباه فلا بد من حجب الشباب عن الفتيات وصدق الرسول من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ومن اتق الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه وثوب المرأة يجب أن يكون لباسا فضفاضا لا يصف ولا يشف ولا يلفت النظر وليس فيه تشبها بالكفار ولا بالرجال إلى غير ذلك من الشروط المعتبرة في اللباس وعليه فلا يجوز لك أن تلبسي البنطال أمام غير المحارم والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة