إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) (آل عمران 102) ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) (النساء 1) (يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) (الأحزاب 70_71) أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أيها الإخوة الأحباب التدخين ذلة، التدخين تقليد، التدخين هزيمة، إن المنهزم هو الذي يقلد أهل الكُفر في عاداتهم وأخلاقهم، قلد المنهزمون من أبناء المسلمين أهل الكفر في ملابسهم وعاداتهم وشربوا الدخان والمخدرات بعيدين عن آداب الإسلام وأخلاقه.
إن ملة الكفر يكيدون لهذه الأمة ويعملون على ضرب الشباب خاصة ومما روج الغرب الكافر له السم القاتل ألا وهو شرب الدخان والذي روج له أهل الكفر وأول من أكتشف استعماله هم اليهود سنة 1492م واليهود هم الذين تصدروا إفساد العالم وخاصة العالم الإسلامي.
ومما لا شك فيه أن الدخان من أسلحة الدمار وضحاياه أكثر من ضحايا الحروب، وتبلغ عدد الوفيات في كل عام 2.5 مليون شخص في العالم بسبب الدخان، ويموت مُدخن كل عشر ثوانِ في العالم وخلال الفترة ما بين 1950 م حتى عام 2000 م يكون التبغ قد قضى على نحو 60 مليون شخص من الدول النامية فقط ونصفهم في سن الشباب.
لا تكن أيها المسلم أسيرا للسيجارة تحرر من أسرك واخرج من سجنك ولا تظن أن التحرر من التدخين أمر مستحيل إنما هو ميسور على من يسره الله عليه يحتاج إلى إرادة قويه وتوبة صادقة وها أنا أذكر لك بعض أضرار التدخين لأضعك على حقيقته.
أولا: أضرار الدخان من الناحية الأخلاقية
إن شرب الدخان مخل بالآداب السليمة وهو سلوك سيء.
والدخان يثير الأعصاب، ولذلك ترى المدخن عصبياً يغضب بسرعة
ويضطر أحيانا أن يتسول السيجارة، فيذل نفسه وربما جاع فلا يسأل الناس شيئا.
ثانيا: أضرار الدخان من الناحية النفسية
هبوط مستوى الذكاء، وحب التسلط، والمزاج العصبي، والقلق والشرود. والتردد، والأرق.
ثالثا: أضرار الدخان من الناحية الصحية
وقد ذكر الأستاذ محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في شرب الدخان تسعة وتسعين مرضا وبيّنها واحدا واحدا في رسالة سماها ( مصائب الدخان )
وهذه جملة من أقوال الأطباء في بيان أضراره وما يسببه من أمراض.
كتب الدكتور الألماني: هربرت ويلسن كتابا بعنوان: ( كيف تبطل التدخين ) كتب على غلافه هذه العبارة: إذا قرأت هذا الكتاب ولم تترك التدخين فإن ثمنه سيعاد لك.. قال في الكتاب: ( ومما لا يمكن تصديقه أن شخصا يتمتع بعقل صحيح ويطلع على هذه الإحصاءات يستمر في التدخين. ولكن الظاهر أن عادة التدخين تكاد تكون من حيث مضارها مثل عادة شرب الخمر ) ا هـ.
وقال أيضا في صفحة ( 47 ): وقد وجد الأطباء الثلاثة أرب. وميز. وبرجر. في التجارب التي أجروها على المدخنين أن التدخين يسبب تقلص الأوعية الدموية في الأطراف. وفوق ذلك وجدوا أن تدخين سيكارة واحدة أو سيكارتين كاف لأن يخفض حرارة الجلد في أطراف الأصابع. ا هـ.
وقال في صفحة ( 52 ): ( فيظهر من المعلومات المذكورة أعلاه أن كل مصاب بمرض السكري إذا استمر في التدخين معرض للفالج أو لفقدان عضو من أعضاء جسده ومن الحقائق الطبية العلمية التي لا تدحض أن للتدخين علاقة مباشرة بالضرر الذي يلحق الدورة الدموية كما أنه السبب الأساسي في مرض سرطان الرئة وعنصر هام في مرض شريان القلب التاجي. ا هـ
وقال في صحيفة ( 62-64 ): ( وقد أوضح بجلاء عدد كبير ممن يوثق بهم من الباحثين الطبيين أن للتدخين تأثيرا ظاهرا في نبضات القلب وضغط الدم. فقد دلت الأبحاث التي قام بها مستشفى مايو المشهور أنه في الأشخاص الذين ضغط دمهم طبيعي يرتفع على معدل ( 21 ) درجة عند انقباض القلب وفي الأشخاص الذين ضغط دمهم عال يرتفع على معدل ( 31) درجة عند انقباض القلب وذلك بعد تدخين سيكارتين فقط '
وقال: ' يزعم بعض المدخنين المدمنين أنهم يفضلون أن يعيشوا خمسين سنة برفقة السيكارة لا سبعين سنة بدونها. ولكنهم ينسون عندما يصرخون بهذا القول الطائش أنه قد تعتريهم أمراض مؤلمة قتالة كمرض برجر أو سرطان الرئة أو الشريان التاجي فيهصر غصن حياتهم دون إنذار قبل أن يبلغوا من العمر وما يغفل عنه مدمنو النيكوتين ( مادة سامة في الدخان ) هؤلاء أنه قد تصيبهم أمراض وإن كانت لا تذهب بهم بل تقعدهم عن العمل فيخلقون المشاكل لذويهم وعيالهم ونسائهم لأنه متى قعد رب البيت عن العمل أصبحت العائلة بجملتها عالة على غيرها ففي حالات كثيرة أصبح المصابون بمرض برجر أو الشريان التاجي عاجزين عن العمل معتمدين في معيشتهم على الصدقة والإحسان '. ا هـ.
وقال في صحيفة ( 65 ): ( عزيزي القارئ لا بد أنك وعيت كل ما مر في الفصول السابقة وعرفت ما قاله علماء الطب في التدخين وأضراره والأمراض التي يخلفها فماذا أنت فاعل ؟ أظنك فاعل ما فيه الخير لنفسك وستقلع عن التدخين والآن أعطني يدك ولا تدعها ترتجف ولتكن يدا قوية لأسلمك الأسلحة - الأسلحة ستنقذك من التدخين إن عرفت كيف تستعملها كما سنعلمك ) ثم ذكر الأسلحة.
وكتب الدكتور: دانيال. كتابا اسمه ( الدخينة [ الدخينة: السيجارة ] في نظر طبيب ) جاء في صحيفة ( 26-30 ): ( إن جسم المدخن وإن كان يمتص هذه السموم بالتدريج وبكميات قليلة إلا أنه يتأثر بها تأثرا بليغا ولا شك أن التدخين يضعف حاستي الشم والذوق ( وآلام الحلق ) وفقد الصوت والبحة التي يشكوها المدخن هي من الحالات المعروفة التي تتسبب عن فتك هذه السموم بالأغشية الرقيقة الملتفة حول الأوتار الصوتية. ولا مراء في أن التبغ يؤذي البصر بدليل ما يشكوه مدمنو التدخين من اختلال النظر وعدم القدرة على تمييز الألوان وعجزهم بنوع خاص عن تبين اللون الأحمر واللون الأخضر وتضعف أعصاب أبصارهم من تصاعد غاز الأمونيا عليها فيتراءى لهم أن نقطا سوداء تظهر أمام عيونهم
ويقول ( سير باركلي موينهان ): ( إن للتدخين اليد الطولى في إحداث قروح المعدة فهو يؤثر في غدد المعدة تأثيرا بليغا ويزيد إفرازها للعصارة التي تحتوي على حامض ( الهيدروكلوريك ) وهذه الزيادة لا تدعو إلى تقرح المعدة فقط بل تمنع شفاءها في حالة حدوثها. ومن أفعاله أيضا إحداث قروح في العفج ( أي المصران الاثني عشري ) ويأبى كثير من الأطباء في العالم معالجة أية حالة من حالات القروح المعوية والمعدية إلا إذا امتنع المصاب بها عن التدخين. هذا وقد تحقق الأطباء منذ عهد بعيد أن للتبغ علاقة قوية بمرض السل ويلاحظ من السجلات الطبية أن دم مدمني التدخين تكون مقاومته لفتكات جراثيم السل أضعف من مقاومة غيرهم وأن شفاءهم يتوقف إلى حد عظيم على هجر التبغ هجرا تاما.
وأجمع الأطباء على أن الدخان سبب هام في سرطان اللسان والبلعوم والقصبة الهوائية والحنجرة والرئة والذبحة الصدرية والسكتة القلبية والسل وقرحة المعدة لاحتوائه على سموم عديدة.
وقد أعلنت هيئة الصحة العالمية سنة 1975 م، أن التدخين أشد خطراً على صحة الإنسان من أمراض السل والجذام والطاعون.
كما ثبت أن التدخين يضعف القدرة الجنسية عند الرجال، ويسبب الإجهاض أحياناً للنساء، وأحياناً العقم كما ثبت أن الدخان يسبب تهتك الأغشية الرقيقة حول الأوتار الصوتية مما يسبب البحة عند المدخن، وكذلك من آثاره ضيق التنفس وآلام الحلق وضعف حاسة الشم والتذوق، ويؤدي إلى زيادة نبضات القلب مما يؤدي إلى الإصابة بالسكتة القلبية، وكثيراً ما يشعر المدخن بالتعب والإرهاق نظراً لتكدس السموم في الكبد
مكونات السيجارة: تبغ 0.85 إلى 1.25 جم، قطران وزفت 12.3 إلى 20.1 مليجرام، نيكوتين 0.95 إلى 1.4 مليجرام.
وأخطر هذه المكونات هو النيكوتين لأنه يسري في الدم ويؤثر على أجهزة الجسم، وعندما تدخن أي سيجارة فالقطران يتسرب فوق الرئتين ويسبب سرطان الرئة، ويذهب ثاني أكسيد الكربون إلى الدم فتحاول عضلة القلب تعويض وجوده بزيادة كمية الأكسجين داخل الدم مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط أما النيكوتين فهذا الذي يصيب الشرايين بالانسداد وهو القيد الذي يربط المدخن بالسيجارة وقد ورد في تقرير الكلية الملكية البريطانية أن 95% من مرضى تصلب الشرايين الساقين من المدخنين.
والتدخين كذلك يسبب سرطان الرئة لأن القار ( الزفت ) يحتوي على مواد مُسببة للسرطان وهي: ( الهيدروكربون – النيتروامين – البنزوبايرين ) وأما تأثير السجائر على القلب فيرجع مادتين هما ( النيكوتين – وأول أكسيد الكربون وهو غاز سام ).
كما أن التدخين يسبب قرحة المعدة وتدل الإحصائيات على أن 78% من المصابين من المدخنين.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة