الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
تعريف الطب النبوي: هو طب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نطق به ، أو عمل به، يعالج الجسد والروح.
أصول الطب النبوي :
1- العلم والخبرة: فمن طبب على غير علم فهو ضامن.
2- التقوى : قال الله تعالى {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ } [البقرة: 282].
3- الرحمة: فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلُغُ بِهِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- « الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ». رواه أبو داود بسند صحيح.
4- الحكمة: (الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا)
مزايا الطب النبوي :
1- إنه رباني نبوي قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) } [النجم: 3 - 6].
2- يكون بالحلال ويحرم العلاج بالحرام.
3- مُيسر وسهل ورخيص الثمن.
4- صالح لكل زمان ومكان.
5- لا يؤدي إلى أعراض جانبية.
الاعجاز العلمي في الطب النبوي :
1- الحجامة وفوائدها الكثيرة.
2- حبة البركة السوداء.
3- الابل وابوالها والبانها.
أنواع للعلاج
1- العلاج بالأدعية.
2- والقرآن الكريم.
3- المواد والأعشاب الطبيعيّة.
مجالات الطب النبوي
1- الطب الوقائي فقد أمرنا رسول صلى الله عليه وسلم بأشياء ونهانا عن أشياء، من أجل الحفاظ على صحة الجسم وحمايته من الأمراض النفسيّة، والجسديّة، مثل استخدام الماء، ونتف الإبط، وتحريك أعضاء الجسم في الصلاة، واستعمال السواك، ونهانا عن أكل الخبائث كلحم الخنزير، والميتة، والخمر وغير ذلك من منهيات.
2- الطب العلاجي وقد أمرنا رسول صلى الله عليه وسلم بالتداوي بالقرآن الكريم، والأدعية، والأعشاب الطبيعيّة مثل: العسل، والحجامة، وألبان الإبل، والحبة السوداء.
بعض الأمراض التي عالجها الطب النبوي:
الصداع والشقيقة واستطلاق البطن وتسوس الأسنان والهم والحزن والاكتئاب والخوف والسحر والعين وكثيرا من الأمراض الجسمية والنفسية والروحانية.
4- مؤلفات الطب النبوي كثيرة ولعل من أشهرها:
1- الطب النبوي للإمام علي الرضا.
2- كتاب الطب النبوي لعبدالله بن حبيب الأندلسي (ت238هـ).
3- مختصر في الطب، عبدالملك بن حبيب.
4- الطب النبوي، للإمام الحافظ محمد شمس الدين الذهبي (ت748هـ).
5- الطب النبوي للإمام ابن قيم الجوزية (ت751هـ).
الطب النبوي وحي لا اجتهاد؟
قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) } [النجم: 3 - 6].
ومن معجزات رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه أمي فلم يطلع على كتب ولم يتعلم الطب أو الكهنة.
والطب النبوي طب إنساني ينظر إلى الإنسان، جسما ونفسا وروحا
فعَنْ أَوْسَطَ قَالَ خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي هَذَا عَامَ الْأَوَّلِ وَبَكَى أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ سَلُوا اللَّهَ الْمُعَافَاةَ أَوْ قَالَ الْعَافِيَةَ فَلَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ قَطُّ بَعْدَ الْيَقِينِ أَفْضَلَ مِنْ الْعَافِيَةِ أَوْ الْمُعَافَاةِ عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ وَهُمَا فِي النَّارِ وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّهُ تَعَالَى. رواه أحمد بسند صحيح.
وعن مُعَاذ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ قَالَ كُنَّا فِي مَجْلِسٍ فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى رَأْسِهِ أَثَرُ مَاءٍ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَاكَ طَيِّبَ النَّفْسِ قَالَ أَجَلْ قَالَ ثُمَّ خَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنْ اتَّقَى وَالصِّحَّةُ لِمَنْ اتَّقَى خَيْرٌ مِنْ الْغِنَى وَطِيبُ النَّفْسِ مِنْ النَّعِيمِ. رواه أحمد بسند حسن.
وعلاج السحر والمس يكون بالرقية الشرعية وهو من توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من أحاديثه.
ويجوز للراقي أو المعالج أن يتقاضى مالا مقابل العلاج بشرط أن لا يكون هناك استغلال ولا تجارة.
وننصح باللجوء إلى هذا العلاج الرباني النبوي فهو علاج يقيني لا ظني إذا وجد الإخلاص والصدق. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة