الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | الفتاوى | هل قراءة القرآن من الإنترنت أو الجوال تغني عن قراءته من الكتاب، وهل تحمل نفس الأجر؟

اليوم : الجمعة 25 ذو القعدة 1446 هـ – 23 مايو 2025م
ابحث في الموقع

هل قراءة القرآن من الإنترنت أو الجوال تغني عن قراءته من الكتاب، وهل تحمل نفس الأجر؟

فتوى رقم: 67
الجواب:

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فمما لا شك فيه أن تلاوة القرآن من أقرب القربات لذا ينبغي على المسلم أن يحافظ على تلاوة القرآن، وأن يكثر من ذلك؛ لعموم قول الله تعالى: { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ } سورة العنكبوت الآية 45 .

 وقوله: { وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ } سورة الكهف ، الآية 27 .

وقوله عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ }{ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ } سورة النمل ، الآيتان 91 ، 92 .

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِصَاحِبِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ يُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ رواه أحمد بسند صحيح.

 ولا ينبغي للمسلم أن يهجر القرآن 

قال ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى مخبرا عن رسوله ونبيه محمد صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين -أنه قال: { يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } ، وذلك أن المشركين كانوا لا يُصغُون للقرآن ولا يسمعونه، كما قال تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } [ فصلت : 26] وكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره، حتى لا يسمعوه. فهذا من هجرانه، وترك [علمه وحفظه أيضا من هجرانه، وترك] الإيمان به وتصديقه من هجرانه، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدولُ عنه إلى غيره -من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره -من هجرانه. تفسير ابن كثير (6/ 108)

وقراءة القرآن من المصحف وسيلة وليست غاية فإذا كانت هناك وسائل أخرى غير المصحف الورقي فيأخذ حكمه كالمصحف الإلكتروني والجوال وغيره من وسائل التكنلوجيا الحديثة لذا أقول لا بأس بالقراءة عن طريق الجوال ويكون الأجر سواء لا فرق بين القراءة في المصحف الورقي وغيره. والله أعلى وأعلم.

الشيخ عبد الباري بن محمد خلة 

الأكثر مشاهدة


أحاديث الإسراء والمعراج كما جاءت في صحيحي البخاري ومسلم

لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

النفاق الاجتماعي وأثره على الفرد والمجتمع

الاشتراك في القائمة البريدية