الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 43]
ومن شروط صحة الغسل إيصال الماء إلى جميع أجزاء الجسم، ومنها أن يكون الماء طهورا -مطلقا- لا يخالطه شيء من النجاسات أو الطاهرات التي تغير أوصافه، كوضع ماء الورد الكثير، أو الصابون الذي يغير أوصافه.
فإذا أضيف للماء شيء ولم يغيره لم يضر، ويجوز التطهير به.
ولا فرق بين السدر والزعفران والصابون، فكله سواء، فإذا غير واحد منها الماء وأخرجه عن اسمه وصفته فلا يجوز التطهير به، وإذا لم يغير الاسم والصفة فيجوز التطهير به.
فإن استعمل الماء والصابون أولًا للنظافة، ثم أزاله، ثم استعمل الماء المطلق للتطهير جاز ذلك.
والزعفران كالكركم، وهو نوع من أنواع الطيب الذي كان يستخدم قديمًا. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة