الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد،
فيقول الله تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ} [البقرة: 43].
فالزكاة فريضة شرعية، وضرورة اجتماعية؛ فتجب عند توفر شروطها(بلوغ النصاب وحولان الحول) فيجب إخراجها في وقتها ولا يجوز تعجيلها ولا تأخيرها إلا لسبب شرعي.
وقرر الفقهاء جواز تعجيلها بشرطين:
الشرط الأول- بلوغ النصاب الشرعي.
الشرط الثاني- وجود الضرورة الملحة أو الحاجة المعتبرة للتعجيل.
فعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ الْعَبَّاسَ سَأَلَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تعجيلِ صَدَقَته قبل أنْ تَحُلَّ، فرَخَّصَ في ذلك. [رواه أبو داود بسند حسن (2/ 115) رقم 1624].
فالزكاة فريضة، ولها شروط وضوابط، وقد تخرج مع تخلف بعض الشروط؛ لوجود مصلحة شرعيَّة.
فيجوز تعجيلها لأكثر من سنة؛ لما تحققه من مقاصد تشريعية؛ ولما لها من آثار اجتماعية تعالج مشكلة الفقر، وتسد حاجات المعوزين. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة