الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فقد اختلف الفقهاء في هذه المسألة، ولعلي أجمل الأهم منها:
ذهب جمهور العلماء إلى أن العادة السرية أو الاستمناء حرام في حق الشاب والفتاة؛ لقول الله تعالى :( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) سورة المؤمنون الآيات 5-7 ، والعادون هم الظالمون المتجاوزون الحلال إلى الحرام .
ولقول الله تعالى :( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) سورة النور الآية 33.
قالوا ولما فيه من ضرر بالغ بالأعصاب والقوى والعقول، وهذا يوجب التحريم .
وقال الحنابلة: إنه جائز عند الحاجة .
ويرى بعض الفقهاء جوازه، قالوا: حيث لم يرد فيه أحاديث صحيحة، فيكون الأصل هو الإباحة، وقال بعضهم لم يثبت علميا أن فيه مضرة.
ولعلي أميل إلى القول بأنه جائز عند الحاجة، فإن غلبت على الشاب شهوته واختلف مزاجه ولربما لم يستطع مع ذلك أن يقوم بمهامه أو دراسته فلا بأس بفعل ذلك على ألا يكثر وتصبح له عادة.
وأذكر لك أيها الشاب بعضا من النصائح التي تساعدك على التخلص من هذه العادة:
1. ما أرشد إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يلجأ عند ثوران الشهوة إلى تسكينها بالزواج إن كان مستطيعاً له، وإلا فعليه بالصوم لما له من أثر في تسكين الشهوة، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) رواه الشيخان
فعلى هذا الأخ السائل أن يكثر من الصوم.
2. وأن تحاول أن يشغل نفسك بالأمور النافعة والمفيدة، كتلاوة القرآن ومطالعة الكتب النافعة.
3. البعد عن كل ما يهيج الشهوة، كالاستماع إلى الغناء الماجن والنظر إلى الصور المثيرة، وخاصة في الأفلام.
4. توجيه الإحساس بالجمال إلى الأشياء الطبيعية المباحة غير المثيرة، كالرسم للزهور.
5. تخير الأصحاب الأخيار والانشغال بالعبادة، وعدم الاستسلام للأفكار، والاندماج في المجتمع بما يشغلك عن التفكير في الجنس، وعدم الاهتمام بالملابس الناعمة والروائح المثيرة وعدم النوم في فراش يذكر باللقاء الجنسي، والبعد عن الاجتماعات المختلطة بين الرجال والنساء.
بهذا وأمثاله تعتدل الناحية الجنسية بإذن الله، ولا تلجأ إلى هذه العادة التي تضر الجسم والعقل. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة