الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فالأضحية والعقيقة سنتان عند جمهور الفقهاء، فيتقرب العبد فيهما لله تعالى فيذبح الشاة ليأكل منها ويطعم أقرباءه وجيرانه وفقراء المسلمين، ويدخل الفرح والسرور على أهل بيته، لذا من السنة أن يكون الذبح في بلد المضحي والمعقوقِ عنه، حتى يستلهم الحكمة من الذبح.
فإن كان هناك سبب شرعي للذبح في غير بلده -كوجود من هم أكثر حاجة فيجوز النقل إليهم، بالضوابط الشرعية، كالنية ووجود الفقراء وكون الوكيل جهة موثوقة وأن تطعم للفقراء لا للأغنياء.
وعادة تنقل الذبائح إلى البلدان الفقيرة كفلسطين وهذا أمر حسن لما فيه من التخفيف عن أهلنا وشعبنا.
ومن المفارقات العجيبة أن يقوم بعض من أهلنا في فلسطين بتوكيل جهة أو مؤسسة للقيام بذبح الأضحية أو العقيقة أو النذر في بلد ترخص فيها الأنعام.
لذا أقول وإن كان الأمر جائزًا إلا أنه لا ينبغي أن تنقل الذبائح إلى خارج فلسطين لأسباب كثيرة منها:
1- الأصل في النسك أنه على القادر دون العاجز أو الفقير، فإذا كنت فقيرًا فلا يشرع في حقك الذبح أو لم توجد الأنعام- كحال أهل غزة- فلا يشرع الذبح كذلك.
2- من السنة ذبح شاتك بنفسك أو شهادته على الأقل، وهو منفي في مثل هذه الصور.
3- النذر يكون على حسب نية الناذر فلو نوى فقراء معينين فلا يجوز صرفه لغيرهم.
4- أهل غزة أكثر حاجة من غيرهم فلا تتصدق على البعيد مع وجود القريب والأحوج.
5- يجوز تأخير ذبح العقيقة والنذر لسبب شرعي كالفقر والحاجة والقلة (قلة الأنعام وغلاؤها).
لهذه الأسباب وغيرها، فلا يفضل الذبح خارج البلاد، وإن كانت النية صالحة، وهو المبادرة لفعل الخير. والله تعالى أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة