آداب
العيد:
1. الاغتسال: فعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ
قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى . رواه مالك
وعن
سعيد بن جبير قال: (سنة العيد ثلاث المشي والاغتسال والأكل قبل الخروج ).
2. الأكل قبل الخروج لصلاة عيد الفطر دون الأضحى:
من
السنة أن يأكل تمرات قبل الصلاة ليخالف العادة من الصيام قبله فعَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا
يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا .
رواه البخاري.
وقد علل ابن حجر رحمه الله بأنّ في ذلك سداً لذريعة الزيادة في الصوم ، وفيه
مبادرة لامتثال أمر الله . انظر: فتح الباري 2/446
وأما
في عيد الأضحى فلا يأكل فإن ضحى استحب له أن يأكل من أضحيته .
3. التكبير يوم العيد :
وهو من السنة أن يكبر في يوم العيد لقول الله تعالى : وَلِتُكْمِلُواْ
الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ }البقرة185
وعن
الوليد بن مسلم قال : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين ،
قالا : نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام .
أخرجه الفريابي بسند صحيح.
وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ( كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى ) قال
وكيع يعني التكبير أخرجه الفريابي بسند صحيح.
وعن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجتهد بالتكبير حتى يأتي المصلى ، ثم يكبر حتى يخرج الإمام . رواه الدارقطني بسند صحيح.
وعن الزهري قال : كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى وحتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبر كبروا .
وقت التكبير:
ووقته في عيد الفطر من ليلة العيد إلى دخول الإمام الصلاة.
وأما
في عيد الأضحى: فمن فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق.
صفة التكبير
ورد عن الصحابة عدة صيغ للتكبير منها: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد فعن ابن مسعود رضي الله عنه : أنه كان يكبر أيام التشريق
: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد . ورواه
ابن أبي شيبة بسند صحيح
ومنها: الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجلّ ، الله أكبر ولله الحمد فعن ابن مسعود : الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجلّ ، الله أكبر ولله الحمد . رواه المحاملي بسند صحيح
4.
التهنئة بالعيد:
فمن
الأدب أن بهنيء المسلم أخاه بشيء يفرحه ويدخل السرور عليه كتقبل الله منا ومنكم
ونحوها فعن جبير بن نفير ، قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا
التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ، تُقُبِّل منا ومنك . خرجه المحاملى وغيره,
وقال ابن حجر إسناده حسن ، انظر: الفتح 2/446
فالتهنئة
مشروعة في المناسبات الطيبة ولا شك أنها من مكارم الأخلاق.
5. التجمل للعيد
فمن
السنة أن يتجمل المسلم في يوم العيد وأن يلبس أفضل الثياب فعن عبد الله بن
عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي
السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ
وَالْوُفُودِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ .. رواه البخاري.
وعن جابر رضي الله عنه قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها للعيدين
ويوم الجمعة . رواه ابن خزيمة وضعفه الألباني.
وورد أن ابن عمر كان يلبس للعيد أجمل ثيابه . رواه البيهقي بسند صحيح
وهذا في حق الرجال أما النساء فيسن لهن أن يخرجن من غير زينة ومن غير تطيب
6. الاستماع للخطبة
قال
النووي رحمه الله: ويستحب للناس استماع الخطبة ، وليست الخطبة ولا استماعها شرطاً
لصحة صلاة العيد ، لكن قال الشافعي : لو ترك استماع خطبة العيد أو الكسوف أو
الاستسقاء أو خطب الحج أو تكلم فيها أو انصرف وتركها كرهته ولا إعادة عليه . انظر:
النووي :المجموع
وقال ابن قدامه رحمه الله: أنهما سنة لا يجب استماعهما ولا الإنصات لهما ، لما روى
عبد الله بن السائب قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد ، فلما قضى
الصلاة قال : ( إنا نخطب من أراد أن يجلس للخطبة فليجلس ، ومن أحب أن يذهب فليذهب
) . ابن قدامه: الكافي ص: 234 .
7. مخالفة الطريق
ومن السنة أن يروح من طريق وأن يرجع من طريق لفعل لنبي صلى الله عليه وسلم فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ. رواه البخاري.
والحكمة في ذلك ليشهد له الطريقان عند الله يوم القيامة، ولأن الأرض تحدّث أخبارها
وقيل
لإظهار شعائر الإسلام في الطريقين، وقيل لإغاظة الكفار والمنافقين وقيل غير ذلك.
8. الذهاب إلى المصلى ماشيا
فمن السنة أن يخرج إلى المصلى ماشياً لفعل النبي صلى الله عليه وسلم
وبعد: فهذه إطلالة مختصرة عن العيد وأحكامه, أردت بيانها ليترسم المسلم خطاها, وليمضي في نورها, راجيا من الله أن يرحمني والمسلمين؛ بسبب العمل بها, وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة