الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | فضل الذكر وفوائده

اليوم : السبت 26 ذو القعدة 1446 هـ – 24 مايو 2025م
ابحث في الموقع

فضل الذكر وفوائده

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فيقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا [41] وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [42]} [الأحزاب:41- 42].

ذكر الله عز وجل قوت للقلوب، وقرة للعيون، وسرور للنفوس، به تُجلب النعم وتُدفع النقم؛ فهو نعمة عظمى ومنحة كبرى، له لذة لا يدركها إلا من ذاقها.

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ قَالَ مَكِّيٌّ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا وَذَلِكَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رواه أحمد بسند صحيح.

وعن أَبِي مُوسى رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ. رواه البخاري.

وذكر الله عز وجل يكون باللسان كالتسبيح والتحميد والتكبير وتلاوة القرآن.

ويكون بالقلب كالخوف والرجاء والخشية، وغير ذلك.

ويكون بالأعمال الظاهرة على الجوارح كالصلاة والصيام والحج والجهاد، وغير ذلك.

فكل العبادات قولية أو فعلية أو قلبية كلها ذكر لله سبحانه وتعالى.

وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان.

وللذكر فوائد عظيمة للعبد منها:

1.          أن من ذكَرَ اللهَ ذكرهُ اللهُ سبحانه وتعالى، قال الله تعالى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) } البقرة: 152.

وعَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَن رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ مِنْ النَّاسِ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ. رواه أحمد بسند حسن.

2.          ذكر الله يطرد الشيطان عن الإنسان.

3.          ذكر الله تحصل به طمأنينة القلب، قال الله تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)} [الرعد: 28].

4.          ذكر الله يُكسب العبد خشية الله والخوف منه، قال الله تعالى { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)} [الأنفال: 2].

وذكر الله حياة للنفوس ومن مظاهر ذلك اطمئنان القلب ويقينه في الله تعالى قال الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}. وهذا يعني أن هناك علاقة قوية ومباشرة بين هذه الحياة والقلب؛ فحيلولة الله بين المرء وقلبه تعني موات هذا القلب وعدم انتفاعه بالموعظة.

وذكر الله عز وجل هو الطريق الرئيس لتحقيق هذا اليقين القلبي، كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.

وعلاقة اطمئنان القلب بالذكر أن العبد إذا ذكر: الرزاق؛ اطمأن على رزقه. وإذا ذكر الغفور الرحيم؛ اطمأن على مغفرة ذنوبه

وإذا ذكر العليم الخبير؛ اطمأن على أن ما أصابه فإنما هو بقدر الله وعلمه. وهكذا

فإذا عاش المسلم مع أسماء الله وصفاته فإن قلبه يكون مطمئنا ويكون يقينه بالله هو الأعلى يقول الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}، قال الحسن البصري: فاذكروني فيما افترضت عليكم أذكركم فيما أوجبت لكم على نفسي”، وقال سعيد بن جبير: “فاذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي ورحمتي”.

وهكذا فإن ذكر الله حياة للنفس والقلب والجوارح فيا فوز من أكثر من ذكر الله تعالى.

         الشيخ عبد الباري بن محمد خلة 

الأكثر مشاهدة


أحاديث الإسراء والمعراج كما جاءت في صحيحي البخاري ومسلم

لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

النفاق الاجتماعي وأثره على الفرد والمجتمع

الاشتراك في القائمة البريدية