الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين
اصطفى وبعد:
فيقول الله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} (سورة الحج: الآيتان 27 -28). فعن ابن عباس رضي الله عنهما: الأيام المعلومات أيام العشر انظر: تفسير ابن كثير 3/239.
وقال الله تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر} سورة الفجر: الآيتان 1 – 2. وقد أورد الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية قوله: ' وَلَيَالٍ عَشْرٍ '، وهي ليالي عشر ذي الحجة انظر: تفسير الطبري 7/514.
فهذه إشارات إلى فضل هذه الأيام العشر
وقد ثبت فضلها في أحاديث منها:
* عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى الله مِنْ هَذهِ الأيَّامِ العَشْرِ)، فقالُوا يا رسولُ الله: ولا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله؟ فقالَ رسولُ الله: (ولا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله، إلاّ رَجُلٌ خَرجَ بِنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ من ذَلِكَ بِشَيْءٍ) رواه البخاري.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْت عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْت الْأَعْمَالَ فَقَالَ: مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَفْضَلُ مِنْ هَذِهِ الْعَشْرِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَأَكْبَرَهُ فقَالَ: وَلَا الْجِهَادُ إلَّا أَنْ يَخْرُجَ رجُلٌ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ثُمَّ تَكُونُ مُهْجَةُ نَفْسِهِ فِيهِ }. رواه أحمد بسند حسن.
وَقَالَ هُشَيْمٌ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ, عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: كَانُوا يُعَظِّمُونَ ثَلاثَ عَشَرَاتٍ: الْعَشْرُ الأُوَلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ, وَالْعَشْرُ الأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ, وَالْعَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ. لطائف المعارف:84.
* خصائص الأيام العشر:
للأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة خصائص كثيرة، أذكر بعضا منها:
1. أقسم الله تعالى بها في كتابه الكريم فقال: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} سورة الفجر: الآيتان 1 -2. ولا يقسمُ الله تعالى إلا بما هو عظيم وشريف.
2. هي أفضل أيام السنة حتى من العشر الأواخر من شهر رمضان؛ فقد سئل ابن تيمية عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فأجاب: ' أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة '.
وعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا الْعَشْرُ»، يَعْنِي عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ. قِيلَ: وَلاَ مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (وَلاَ مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إلاَّ رَجُلٌ عُفِّرَ وَجْهُهُ بِالتُّرَابِ) رواه البزار، وأبو يعلى، وابن حبان، بسند صحيح.
3. فيها يوم عرفة، وهو يومٌ عظيم وفضله كبير، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ' مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ ' رواه مسلم.
وعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ الَّتِي قَبْلَهُ. وَالسَّنةَ الَّتِي بَعْدَهُ) رواه مسلم.
وأن دعاءه مجاب، فقد قال النبيr: (خَيْرُ الدّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أنا والنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إله إلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَديرٌ) رواه الترمذي وحسنه ورواه مالك بسند صحيح.
4. فيها يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة حيث تبدأ فيه أعمال الحج.
5. فيها ليلة المُزدلفة وقد أمرنا أن نقف فيها ونذكر الله تعالى، قال الله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)} [البقرة: 198، 199]
6. فيها يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو من أفضل الأيام عند الله، قالr: )إنَّ أَعْظَمَ اْلأيَّامِ عِنْدَ الله تبارك وتعالى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ( رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح، ويوم القر هو: اليوم الذي يلي يوم النحر، سمي بذلك لأن الناس يقرون فيه بمنى.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِى الْحَجَّةِ الَّتِى حَجَّ فَقَالَ « أَىُّ يَوْمٍ هَذَا ». قَالُوا يَوْمُ النَّحْرِ. قَالَ « هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ». رواه أبو داود بسند صحيح
7. يشترك في خيرها الجميع حجاجا ومقيمين.
8. أن الله تعالى سمى هذه الأيام ب' الأيام المعلومات '، وأمرنا فيها بالذكر قال الله تعالى: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ)الحج:28
9. كون فريضة الحج فيها والحج من أفضل العبادات.
10. فيها عبادة عظيمة وهي الهدي والأضاحي.
11. اجتماع أُمهات العبادات فيها قال ابن حجر: ' والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أُمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره ' ابن حجر: فتح الباري 2/534.
12. إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة: فقد قَالَتْ الْيَهُودُ لِعُمَرَ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ آيَةً لَوْ نَزَلَتْ فِينَا لَاتَّخَذْنَاهَا عِيدًا فَقَالَ عُمَرُ إِنِّي لأَعْلَمُ حَيْثُ أُنْزِلَتْ وَأَيْنَ أُنْزِلَتْ وَأَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُنْزِلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ وَإِنَّا وَاللَّهِ بِعَرَفَةَ قَالَ سُفْيَانُ وَأَشُكُّ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لا الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) المائدة: 3 رواه البخاري ومسلم.
الأعمال المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة
1. تجديد التوبة والإقلاع عن المعاصي والذنوب فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللّهَ يَغَارُ. وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ. وَغَيْرَةُ اللّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ) متفق عليه.
2. الصلاة: والمحافظة عليها في أوقاتها جماعة، فهي من أفضل القربات والعبادات عند الله تعالى فعن مَعْدَان بْن أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيّ قَالَ لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ أَوْ قَالَ قُلْتُ بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً قَالَ مَعْدَانُ ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِي مِثْلَ مَا قَالَ لِي ثَوْبَانُ ' رواه مسلم.
3. أداء فريضة الحج والعمرة: وهما أفضل عمل يؤدى في عشر ذي الحجة. وقد كانت عمرة النبي r في أشهر الحج وجاء في فضل الحج والعمرة أحاديث منها، حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ رواه البُخاري.
4. صيام هذه الأيام وخاصة صوم يوم عرفة لغير الحاج لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطرا، وورد في فضل صيام يوم عرفة ما رواه أبو قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ الَّتِي قَبْلَهُ. وَالسَّنةَ الَّتِي بَعْدَهُ) رواه مسلم.
وعن حفصة قالت: (أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِـــــيُّ صلى الله عليه وسلم صِيَامَ عَاشُورَاءَ وَالْعَشْرَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ) رواه أحمد والنسائي بسند ضعيف.
والمقصود: صيام التسع قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: أنه مستحب استحبابا شديدا.
وعَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ. ' رواه أبو داود بسند صحيح
5. زيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة وهي مستحبة لأن الصلاة فيه خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ أخرجه البخاري.
ولا نغفل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
6. الذكر والتكبير والتحميد والتهليل: قال الله تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) وقد فسرت بأنها أيام العشر، والتكبير نوعان:
أ. التكبير المطلق: وهو مشروع في كل وقت ليلا أو نهارا، ويبدأ بدخول شهر ذي الحجة، إلى عصر آخر أيام التشريق.
ب. التكبير المقيد: وهو الذي يكون عقب الصلوات، ويبدأ من صبح عرفة إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق فعَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ رواه أحمد بسند صحيح.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ. رواه البخاري.
ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والطرق والمساجد وغيرها.
وصيغة التكبير: الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.
6. الأضحية: وتشرع الأضحية يوم النحر وأيام التشريق الثلاث وهذه سنة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وكذا سنة محمد r فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: (ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا) متفق عليه.
ماذا يجب على المضحي
1. إذا دخلت العشر وأراد أحد أن يضحي فلا يجوز له أخذَ شيء من شعره أو أظفاره حتى يضحي؛ فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي r قال: ( إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) رواه مسلم، وفي رواية له: ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ).
2. النهي هنا مختص بصاحب الأضحية فقط، أما أهله من زوجة وأولاد فلا يحرم عليهم.
3. وقت الذبح بعد صلاة العيد لا قبله فقد قال رسول اللهr: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا أُخْرَى وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ) متفق عليه، ويستمر وقت الذبح إلى آخر أيام التشريق، فعن جبير بن مطعم أن النبيr قال )كُلُّ أيامِ التشريقِ ذَبْحٌ( رواه أحمد والبيهقي والدارقطني بسند حسن
من أحكام العيد:
1. التكبير: من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق.
2. السنة الصلاة في المصلى إلا لضرورة كمطر فيصلى في المسجد كما فعل النبي r.
3. الذهاب إلى المصلى ماشيا.
4. مخالفة الطريق: السنة أن تذهب إلى المصلى من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبيr.
5. التهنئة بالعيد: لثبوت ذلك عن الصحابة رضوان الله عليهم فنقول: تقبل الله منا ومنكم.
أخطاء في العشر الأوائل من ذي الحجة:
1. اللهو واللعب في أيام العيد بشيء من المحرمات مع أن هذه الأيام بما فيها يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة أيام ذكر وعبادة.
2. أخذ شيء من الشعر، أو الأظافر قبل الذبح.
3. الإسراف والتبذير في أيام العيد قال الله تعالى (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [سورة الأنعام: 141]
4. لا يجوز صيام أيام التشريق، لأنها أيام عيد، وهي أيام أكل وشرب فعَنْ مُوسَى بْنِ عُلَىٍّ -وَالإِخْبَارُ في حَدِيثِ وَهْبٍ - قَالَ سَمِعْتُ أَبِى أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَهِىَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ». رواه أبو داود بسند صحيح.
وأخيرا أسأل الله تعالى أن يعيد علينا تلك المناسبات, وحال المسلمين في عز وازدهار ونصر وإنعام, إنه على ما يشاء قدير, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده محمد.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة